الجمعة، 21 أكتوبر 2016

محمد ولد عبد العزيز : وطنيةٌ تقطع الألسُن

رئيس الجمهورية  محمد ولد عبد العزيز
لم يتفق الناسُ أبدا وما كان لهم أن يتفقوا، ولو قُدر لهم ذلك لكان على شيئ مما جاء به الأنبياءُ والرسلُ عن مبدع الكون ومليكه، الذي قرر في عليائه أنهم مختلفون ... أبدا وسرمدا ... ولذلك خلقهم، أما في هذه البلاد فإن الناس شيَعٌ قلوبهم هواءٌ، لاذاكرةَ احتفظت بما مضى فوعته ، فكان لها مُوجها، ولا رؤية مستقبلية أمام النواظر تقود وتوجه نحو الأمام، وإنما تحكمنا "الآنية" و"الحينية" و"الساعة التي نحن فيها" عندما نشرب فلا مانع أن تتردي البئر، قضاء الحاجات مبتغانا، ولوكان على حساب الثوابت التي لا وجود لها إلا في الذهن.

كان محمد ولد عبد العزيز دائما محل خلاف واختلاف بين الناس موهماً لم يأت على قياس ما ينتظره منه السياسيون، لكنه كان دائما إلى صف وطنه، لم يتخلف عن خدمته يوم كان مأمورا أبدا، أما حين أصبح آمرا ناهيا فحدث عن مواقفه ولا حرج .
لن أحدثكم اليوم عن منجزاته فمن لم يرَ السماء بنفسه لن يراها بمساعدة غيره، لكن يكفي التنبيه إلى أنه في الاسابيع الماضية صدع معارضو الرئيس رؤوسَنا بالقول إن الحوار وُجد من أجل أن يبرر الرئيس ترشحه لمأمورية ثالثة، وها قد طلع الرئيس بعد انتهاء الحوار الشامل وفنَد بما لايدع مجالا للشك قوْلتهم وترك "الذئب أطول منهم قامةً" ، ولوكان من المعارضة رجلٌ رشيدُ لقام فيهم خطيبا إنصافا للرجل واعتذارا منه، واعترافا بوطنيته التي لاغبار عليها، في زمن اغبرَتْ فيه الوطنيات، وتغبشتْ الأفكارُ، وانطمستْ البصائر، وانخفض مستوى الرؤية فبْتنا في ظلمات بعضها فوق بعض، بما كسبت أيدينا من التعمية وعدم تجْلية الأمور وصقْلها، حتى تخدم أغراض من يصيدون في المياه العكرة، ويتخذون من الغموض مركبا للدعاية وتشويه سمعة الوطن والوطنيين .
واليوم وبعد ما أعلنها مُجَلجلة مدوية وعلى رؤوس الأشهاد وأمام الملإ، أما آن للمعارضة وللموالين للرئيس - من باب أولى - أن يستيْقنوا وطنيته وبُعْدَ نظره، وعدم تبييته أيَ نية للغدر أو الخيانة كما يرميه معارضوه إفكًا وزورًا ، وتفريقًا بين المومنين، وقل : "جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق